أداتان جديدتان مجانيتان لعزف وتأليف الموسيقى العربية
في عصر الرقمنة بإمكانك عزف الموسيقى العربية في متصفح الإنترنت
مقدمة
لا شك أنَّ تطور آلات الكيبورد الموسيقية (المسماة الأورغ في بلاد الشام) القادرة على عزف الآلات والأصوات والأبعاد والإيقاعات العربية قد ساهم بانتشارها بين المحترفين والهواة على حد سواء. وقد ساهم هذا الانتشار في ولادة أنماط موسيقية جديدة مثل الموسيقى الشعبية، وهي هجين من موسيقى فلكلورية تعزف بآلات إلكترونية (الأورغ) وموسيقى جديدة تناسب كلماتها وألحانها الأدوار المنوطة بها في سياقات مختلفة (أعراس، ملاهي ليلية، أثناء العمل إلخ).
سمح الانخفاض النسبي لثمن آلة الأورغ (على الأقل النماذج البسيطة منها) لعدد كبير من الناس باقتنائها ومحاولة تعلمها، وكانت هذه الآلة مدخلاً للتعليم الموسيقي لفئات كاملة. لعب تصميم هذه الآلة دوراً أساسياً في سهولة تعلمها، فالدرجات الموسيقية مصطفة بجانب بعضها البعض وتكفي ضغطة إصبع غير خبيرة لإنتاج صوت موسيقي. ويمكن لبضع أزرار تغيير الصوت والإيقاع والسرعة، مما يوفر سهولة كبيرة عند مقارنتها بالآلات الأخرى (كالعود والكمان والغيتار) التي تتطلب شهوراً من التمرين المتواصل لإنتاج بضع درجات موسيقية متواضعة في جودتها. يتفوق الأورغ في بساطته وسهولة استخدامه حتى على جدّه غير الإلكتروني: البيانو، الذي يتطلب ممارسة طويلة لإصدار الأصوات المناسبة باستخدام كلتا اليدين.
البيانو على الهاتف الذكي
ومع دخول عصر الحواسيب والهواتف الذكية، أصبح بالإمكان عزف البيانو الإلكتروني على شاشة الحاسوب أو الهاتف الذكي، وتحولت الدارات الإلكترونية إلى عدة أسطر برمجية، وعلى سبيل المثال يوفر موقع Musicca إمكانية عزف عدة آلات كالبيانو والدرامز بشكل افتراضي.
على صعيد الموسيقى العربية عمل عدة مطورين على إيجاد حلول تقنية. توجد تطبيقات تستطيع محاكاة صوت العود مثل موقع Virtual Piano لكنَّها لا تتيح عزف جميع المقامات. كما توجد تطبيقات للهواتف الذكية تتفاوت في جودتها وأسعارها.
وكنوع من الإسهام في هذا المجال قمتُ ببرمجة أداتين لعزف الموسيقى العربية وتأليفها بشكل مجاني من خلال متصفح الإنترنت. الأداة الأولى هي The Arabic MIDI Keyboard.
الكيبورد العربي الموسيقي
يستطيع هذا الكيبورد الموسيقي الافتراضي عزف عدة آلات (مثل البيانو والفلوت والوتريات) وعدة تأثيرات صوتية مثل المد الصوتي (Reverb). إنَّ جودة الصوت وقربها من الآلات الحقيقة متواضعة جداً بسبب المكتبة الصوتية المستخدمة في إصدار الأصوات والتي لا تحتوي على أصوات آلات واقعية، لكنها تعمل بسرعة وعلى جميع المتصفحات الحديثة (الاطلاع على الكود).
الميزتان الأساسيتان لهذا الكيبورد هما إمكانية تخفيض بعض الدرجات الموسيقية لعزف المقامات الموسيقية العربية التي تحتوي على مسافات نغمية مثل 3/4 كما في مقامات البيات والراست والسيكاه، بالإضافة إلى ميزة الـ Arpeggiator التي تتيح تكرار عزف المتتاليات الموسيقية بسرعات يمكن للمستخدم التحكم فيها.
آلة صنع الإيقاعات
أمَّا الأداة الثانية هي Drum Machine التي تسمح بعزف إيقاعات من خلال أصوات Hihat وSnare وKick وتحوي عدداً من الإيقاعات الجاهزة. يمكن للمستخدم عزف الإيقاعات التي يرغب من خلال التحكم في هذه الأصوات. تتيح هذه الأداة التحكم بسرعة الإيقاع وإضافة تأثيرين صوتيين: المد الصوتي (Reverb) والتشويش (Distortion)، (الاطلاع على الكود).
وبما أن الأداتين تعملان من خلال المتصفح، فيمكن فتح أي عدد من النوافذ واستخدام أكثر من كيبورد أو استخدام Drum Machine إلى جانب الكيبورد. يعرض الفيديو التالي إمكانيات هاتين الأداتين.
خاتمة
لاشك أنَّ هاتين الأداتين محدودتان من جهة النوعية الصوتية لكنهما قد يوفران مدخلاً سهلاً ومجانياً للمهتمين بتعلم المقامات أو صنع الإيقاعات. ولا شك أنَّ تطوير برامج وأدوات أكثر تعقيداً وشمولاً يتطلب عملاً مؤسساتياً ودعماً مالياً لا يتوفر إلَّا نادراً.